العبور لزمن المُلك
- Ezzat Hakim
- 20 يونيو 2023
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 13 يوليو 2023
ما هو المعنى أن الأيام الأخيرة هى عبور لزمن الملك

منذ بدأت قصة الرب معنا وهو يريد أن يمتد بمملكته على الأرض من خلال الأنسان الذي صنعه على شبهه وعلى مثاله! لكن سقط الانسان الأول وفقد الشبه والمثال، وأخذ الشيطان بزمام الأمور، ولم يعد الأنسان يعيش في الجنة، وخرج الى أرضٍ تُنبِت له شوكاً وحسكاً. وعندما ذبح الرب حيوانا لكي يستر الأنسان الأول بجلده كما هو مكتوب "وصنع الرب الاله لآدم وامراته اقمصة من جلد والبسهما" كانت أول علامة تشير الى قلب الرب الممتلئ بنار المحبة لفداء الأنسان واسترداده للخطة الأصلية لتأسيس ملكوته على الارض بقيادة الأنسان الذي ينبغي أن يكون عل شبه ومثاله!
بدأ الرب يتحرك الى الأمام نحو تحقيق هذا الهدف الأصيل، ويقود شعبه من مرحلة إلى مرحلة، عبر سياق الزمن الطبيعي للإنسان وأيضاً من خلال تدخلات الهية في أزمنة محددة، نسميها "أزمنة الهية"، وكانت هذه التدخلات تحدث من زمن إلهي إلى زمن إلهي آخر. وفي أوقات هذه الأزمنة الإلهية تحدث طفرات تُعبِر عن تغيرات كبيرة تحدث في تاريخ البشر، وتعبر عن ملكوت الله الذي يأتي إلينا تباعا من زمن الى زمن حتى يأتي وقت زمن النهاية بالمجيء الثاني ليسوع المسيح ملك الملوك لكي يملك على الأرض إلى الأبد.
وهذه أمثلة لأزمنة عبور مختلفة متتابعة:
وقت الطوفان كان زمن عبور من "ان كل تصور افكار قلب الانسان انما هو شرير كل يوم" الى بداية جديدة وعهد جديد مع نوح وعائلته " أقيم عهدي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان. ولا يكون ايضا طوفان ليخرب الأرض"، وكانت أول مرة في تاريخ البشر بعد السقوط يصنع الرب عهداً مع "أنسان."

خروج شعب إسرائيل من أرض مصر كان زمن عبور من عبودية فرعون القاسية الى زمن الحرية والعبادة والتعيد في البرية للرب " هكذا يقول الرب إله اسرائيل: أطلق شعبي ليعيدوا لي في البرية" وأيضاً زمن استعلان قوة دم خروف الفصح " ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها، فأرى الدم واعبر عنكم" وكان زمن أستعلان مبكر لدم صليب المسيح على الصليب.

دخول شعب إسرائيل الى أرض الميعاد كان زمن عبور من التيه في البرية الى أرض الميراث التي تفيض لبناً وعسلاً " ويكون حينما تستقر بطون اقدام الكهنة حاملي تابوت الرب سيد الارض كلها في مياه الاردن، ان مياه الاردن، المياه المنحدرة من فوق، تنفلق وتقف ندا واحدا" وكان بداية زمن الامتلاك وبداية زمن تأسيس مملكة إسرائيل في العهد الجديد.
ولادة المسيح كان زمن عبور ضخم من "شبه السماويات" الى "السماويات عينها" مكتوب في رسالة العبرانيين: " لان المسيح لم يدخل الى اقداس مصنوعة بيد اشباه الحقيقية، بل الى السماء عينها، ليظهر الآن امام وجه الله لأجلنا"(عب 24:9)، زمن انشقاق حجاب الهيكل ودخولنا الى الأقداس لنتقابل مع بابا الآب وجها لوجه بسبب دم المسيح. ولادة المسيح وموته وقيامته أدخلت البشرية في زمن وعهد جديد تماماً هو زمن استعلان مدهش لملكوت الله على الأرض على مستوى روحي من خلال "الولادة الجديدة". قال يسوع لنيقوديموس: "اجاب يسوع وقال له: الحق الحق اقول لك: ان كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله" وأيضاً: " الحق الحق اقول لك: أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله"
صار لنا في المسيح بمجيئه الأول بالتجسد أمكانية أن نرى وأن ندخل الملكوت روحياً من خلال الولادة الجديدة. جاء المَلِك وأحضر معه الملكوت وصار لنا الحق أن نقول إن ملكوته صار داخلنا.
" لان ها ملكوت الله داخلكم"(لوقا21:17)
إذا ما هو معنى مجيء المسيح الثاني كعبور لزمن الملك!
الكتاب المقدس ممتلئ بالإعلانات والآيات التي تخبر بمجيء يسوع كملك يملك على الأرض وسيجعلنا نملك معه! وهذا هو القصد القديم والخطة الأصلية التي فقدت بسقوط الأنسان الأول والتي استردها لنا المسيح بفدائه بموته على الصليب وقيامته من الأموات.
يسوع هو ابن الله الأزلي الأبدي، ولكنه أيضاً الأنسان المتجسد الفريد على صورة الله ومثاله.
يسوع صار لنا آدم الأخير! (1كور45:15) ودفع الثمن لكي يسترد لنا المُلك على الأرض بقيادته الملكية لنا كشعبه.
في دانيال 44:2 " وفي ايام هؤلاء الملوك، يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض ابدا، ومُلكها لا يترك لشعب آخر، وتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت الى الابد"
وفى دانيال 13:7 "كنت ارى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام، فقربوه قدامه. فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض."
زكريا 9:14 " ويكون الرب ملكا على كل الارض. في ذلك اليوم يكون الرب، وحده، واسمه، وحده."
وسفر الرؤيا 15:11 "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت اصوات عظيمة في السماء قائلة: قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك الى ابد الآبدين".
المعنى الحقيقي للأيام الأخيرة هو أننا في نهاية قصة هذا الزمن الحاضر، ننتظر مخلصنا الملك المنتصر يسوع المسيح لكي يملك وسنملك معه. أنه عبورنا لزمن الملك!
أستعد لأنك ستملك معه، البس ثيابك الملكية، هو سيجعلك تغلب فى معاركك، أجتهد لكى لا يأخذ أحد أكليلك، اسهر لأنه فى ساعة لا تتوقعها يأتى الملك!
"هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه، ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية"(لوقا32:1)







تعليقات